في زمن كثر فيه الجحود، وتغيّرت فيه موازين الوفاء، ولِدَت لوحتي "من البيت، والطعنة!" لا كعمل فني فحسب، بل كنداء صامت لكل من ذاق خذلان الأقربين.
في هذه اللوحة، اخترت أن أرسم رجلاً كبيرًا، ظهره محنيّ ليس من كِبر السن، بل من ثِقل الخيبة. يجلس بصمتٍ مهيب، تحاصره وجوهٌ باسمة ظاهرًا، خادعة باطنًا.
هم إخوانه، أو هكذا يُفترض… وجوههم لا توحي بالدم، بل بالخديعة المتقنة.
الكرسي الخشبي الذي يجلس عليه هو نفسه رمز للاستقرار الذي تهدّم،
وحوله تتناثر أوراق ممزقة كُتب عليها: "العطاء"، "الوفاء"، "التضحية"، "الستر"... كل ما كان يومًا قيمة، صار اليوم هشيمًا.
رغم أن اللوحة لا تحتوي سكينًا – احترامًا لقيود العرض – إلا أن الطعنة حاضرة…
في تعابير الوجوه، في انكسار الكتف، في انحناءة الرأس، وفي الصمت الثقيل.
✦ لماذا رسمتها؟
رسمتها لأن الخيانة ما عادت نادرة، لكن حين تأتي من أهل البيت… تتحول من جرح إلى ندبة لا تلتئم.
رسمتها وأنا أفكر في كل أخ كبير ضحّى، تعب، ساند، وتحمّل، ثم في النهاية صار محل اتهام، أو تم الاستغناء عنه كأن وجوده لم يكن.
الفن ليس تجميلًا للواقع، بل مرآة له… وأنا لم أُرد أن أجمّل، أردت أن أقول الحقيقة، بريشة وألوان خشبية، تحاكي خشونة الواقع.
✦ الرسالة:
لكل من يرى هذه اللوحة:
قد تكون أنت الأخ الكبير، وقد تكون أنت من خذله...
وفي كلا الحالتين، تأمل وجه الرجل، واسأل نفسك:
هل هذه الطعنة كنت تستحقها؟
رحمك الله يا أبي وأسكنك فسيح جناته
طرح جميل استمري وبالتوفيق رحم الله ذاك الوجه الطاهر والنفس النقية كزهرة اللوتس في مستنقع مايسمى بالأخوة
ردحذفالسلام عليكم نعم يامحمد جسدتي في هذةًالصورة الواقع الذي نعيشه زمن الجحود مهما عملتي تجدين من يطعن في الظهر ومن هم مع الاسف هم من وقفتي معهم كثيرأ حتى في تعابير الوجه تجدين ذلك ماهو السبب لانعلم لكن انتي انسانة عظيمة اللي عبرتي ما في نفسكي ونفسي شكرا لكي اتاري ليس انا لوحدي حتى انتي تعانين من هذا الامر نسال الله العافية عذريني اطلت في العبارة
ردحذف