نكهة البحر تلتقي بحكايا الخليج في مطبخ الفنان حمد الكبيسي"
في زمنٍ ازدحمت فيه الموائد بنكهات عابرة، يطل علينا الفنان حمد الكبيسي بطبقٍ يحيي الذاكرة، ويعيدنا إلى البساطة النبيلة التي تُعانق الروح قبل اللسان. سمك الكنعد المقلي مع العيش الأصفر ليس مجرّد وصفة، بل هو جزء من تراث الطهي الخليجي، الذي احتضن البحر والتوابل والكرم في آنٍ واحد.
=================
الكنعد، هذا النوع الأصيل من أسماك الخليج العربي، يحمل في لحمه مذاقًا خاصًا لا يُشبهه شيء. اختياره ليس صدفة، بل هو اختيار من يعرف البحر ويقدّر خيراته. يُنظّف بعناية، يُتبّل بخليط من البهارات الخليجية المحمّصة، الثوم، الليمون، والكركم، ثم يُقلى حتى يكتسي بلونٍ ذهبيّ يأسر النظر، ويُطلق رائحة لا تُقاوم.
=================
أما العيش الأصفر، فهو فصل آخر من الحكاية. يُطهى على نارٍ هادئة، يُنكّه بالزعفران، الهيل، وماء الورد، ويُسقى بحب. لونه الذهبي لا يأتي فقط من الزعفران، بل من التاريخ، من الموائد التي جمعت الأهل والجيران، ومن المناسبات التي كان "العيش" فيها هو بطل الضيافة.
=================
ما يميز هذا الطبق في يد الفنان حمد الكبيسي، ليس فقط دقّة الطهو، بل التقديم الذي يعكس حسًّا فنيًّا راقيًا. كأن السمكة خرجت من إطار لوحة زيتية، وكأن العيش سجادٌ حريريٌّ مفروش تحتها. التفاصيل ليست ترفًا، بل هي احترام للمكوّن، وتقدير للذائقة.
=================
في هذا الطبق تتجلّى روح الخليج: الكرم، الطيب، الانتماء. هو ليس فقط وجبة تُقدَّم، بل هو رسالة. رسالة تقول إننا حين نطهو بصدق، فإننا نرسم، نغنّي، ونروي حكايتنا.
ولمشاهدة الطبخة كاملةً بالصوت والصورة، يمكنكم زيارة حساب الفنان حمد الكبيسي عبر منصة "tiktok"، حيث تتجلّى التفاصيل بين يديه ببساطة مدهشة وحضور يليق بالمذاق.
================
تحيّة لهذا الفنان بل يحمل "ملاس المطبخ" كأداة إبداع أخرى.
ويا ليت كل من تذوّق هذا الطبق، ينقله بذاكرته قبل أن ينقله بمعدته. فبعض الطبخ... فن خالص.