حين يتحوّل العشق إلى درسٍ خالد💕
في خضمّ الحياة الصاخبة، ومع زحمة المشاعر المتناثرة في كل ركن، تبقى بعض الأعمال الفنية مثل مصابيح مضيئة في طريق العاشقين. ومن بين هذه المصابيح، تتوهّج أغنية "مدرسة الحب" التي قدّمها كاظم الساهر، والتي كتبها الشاعر الكبير نزار قباني، كأيقونة شعرية وموسيقية لا تزال تنبض بالحياة في وجدان كل من جرّب الحب بصدق.
💕الحب كمدرسة لا تشبه المدارس
عندما نُمعن في كلمات الأغنية، ندرك أنها ليست مجرد قصة غرام، بل دعوة صريحة للدخول في مدرسة من نوع خاص. مدرسة لا يدخلها إلا من اختار أن يعيش القلب قبل العقل، وأن يتعلّم من التجربة لا من المناهج، ومن الألم لا من الكتب.
"علّمتني حبكِ أن أحزن
وأنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزن"
كأن نزار قباني أراد أن يقول إن الحزن هنا ليس ضعفًا، بل هو ترف العاشق النقي، الذي يرى في الانكسار جمالًا، وفي البكاء طُهرًا، وفي الغياب حضورًا أقوى من اللقاء.
💕الحصة الأولى: الحب
في مدرسة الحب، لا نجد فصولًا تقليدية، ولا طاولات خشبية، بل نجد نبضًا، ولهفة، وانتظارًا على حافة الوقت. الحب في هذه المدرسة ليس مقررًا يُدرّس، بل حياة تُعاش. فيه نتعلّم الصبر، ونتذوّق المعنى الحقيقي للعطاء، ونكتشف كم هو عظيم أن نُحب دون شروط، وأن نخسر أحيانًا دون أن نشعر بالندم.
كل لحظة في هذه المدرسة هي اختبار للمشاعر. والنجاح لا يُقاس بدرجة الامتلاك، بل بقدرتنا على البقاء أوفياء حتى في الفراق، أقوياء حتى في الضعف، نقيّين حتى وسط الألم.
💕لماذا نتعلّم الحب؟
لأن الإنسان، مهما بلغت قوته، يظل ضعيفًا أمام قلبٍ يخفق. والحب، حين يكون صادقًا، يُهذّب الروح، ويُعلّمنا التواضع، ويمنحنا نُبلًا لا توفّره لنا الكتب ولا الشهادات.
مدرسة الحب تعلمنا أن الإنسان ليس عقلًا فقط، بل قلب، وأن أجمل ما فينا هو قدرتنا على الإحساس، وعلى احتواء الآخر رغم تعبه، وعلى الوقوف بجانبه حتى وإن غاب الحضور الجسدي.
💕أغنية تحوّلت إلى مدرسة
كاظم الساهر بصوته الرخيم، وبأدائه العاطفي الصادق، استطاع أن يحوّل هذه القصيدة إلى مرآة لكل من أحب، وإلى بابٍ ندخله كلما ضاقت بنا الدنيا. فالأغنية ليست فقط استماعًا، بل تجربة وجدانية تجعلنا نحني رؤوسنا احترامًا لهذا الشعور العظيم المسمّى "حب".
------------------------------------------------------------------------------------
خاتمة
في "مدرسة الحب"، لا يوجد تخرّج. من يدخلها، يبقى تلميذًا مدى الحياة، يتعلّم كل يوم كيف يكون أكثر وفاءً، أكثر صدقًا، أكثر إنسانية.
فهلّا دخلنا هذه المدرسة بقلوبنا مفتوحة؟
وهلّا تركنا للحنين أن يدرّسنا قليلًا، ولو لمرة، معنى أن نُحب حقًا؟