العزلة في زمن التواصل

 

📝  لما يكون كل شيء قريب… إلا القلوب

نعيش في زمن ما عاد فيه شيء بعيد.
كل الناس حولك… في يدك، في جيبك، في شاشة تفتحها بلمسة.
ومع هذا… كثير منّا يحس بالوحدة أكثر من أي وقت مضى.

في وقت صارت فيه الرسائل أسرع، والصور أوضح، والكلمات كثيرة…
قليل منّا يقدر يقول: "أنا فعلاً أحس إن فيه أحد يفهمني."


📱 قرب بلا دفء

قبل، كان الشخص اللي تحبه يكتب لك رسالة بخطّه، تنتظرها أيام، وأحيانًا أسابيع.
وكان الشعور وقت ما توصلك، أقرب للعيد.
اليوم؟
يوصلك "تمت قراءة الرسالة" في نفس اللحظة… بس بدون رد، وبدون روح.

في زمن التواصل السريع، صرنا نحس ببُعد أعمق.
مو لأن العالم اتغير… لكن لأن القلوب صارت مشغولة، والمشاعر صارت مُعلّبة.


🪞 العزلة مو دايم صمت

بعض الناس وسط زحمة المحادثات، يضحك، ويشارك، ويرد على الكل…
لكن إذا حط رأسه على الوسادة، يحس إنه لو اختفى، ما أحد بينتبه.

العزلة ما هي غياب ناس.
العزلة هي لما تكون بينهم… بس ما تلقى نفسك فيهم.
هي لما تقول "أنا بخير"… وما أحد يسأل مرتين.


🧭 هل كل تواصل هو تواصل؟

صار التواصل سهل… لكن الفهم صار أصعب.
صار الكلام كثير… لكن الإنصات نادر.
صار عندنا أصدقاء بعدد المتابعين… لكن ما عاد نعرف مين نلجأ له وقت التعب.


🌿 رجعة للأصل

العزلة مو دايم شيء سلبي… أحيانًا هي طريقة القلب يقول لك:

"خذني شوي بعيد، علشان أذكّرك وش يهمك فعلًا."
هي لحظة توقف، نختار فيها نكون مع نفسنا، بصدق، بدون فلاتر.

والتواصل الحقيقي؟
هو اللي يجي من شخص، حتى لو بعيد، بس إذا أرسل لك رسالة، تحس فيها حضوره، وتشم فيها ريحته.


🌙 كلمة أخيرة

في زمن صار فيه كل شيء سريع،
العزلة صارت نعمة إذا اخترناها… ونقمة إذا فرضها علينا الناس.

خلّك مع الناس، لكن لا تضيّع نفسك في زحمة الوجوه.
وتذكر… مو كل من حولك معك.


1 تعليقات

رأيك يهمني — شاركني بالتعليق 🌿

  1. لكن العزلة ليست دائمًا سجنًا… أحيانًا تكون ملجأًا للترميم، ومختبرًا للوعي، وبداية لنمو جديد

    ردحذف
أحدث أقدم